
بلادي اليوم :
تعتبر مؤسسة الرحمة للتنمية الاجتماعية بالناظور واحدة من النماذج الرائدة في العمل الخيري والتنموي بالمغرب، حيث نجحت في الجمع بين البعد الإنساني والرؤية التنموية الحديثة. مستلهمة من تجارب أوروبية متقدمة في المجال الاجتماعي، تمكنت المؤسسة من تبني منهجية شاملة ترتكز على التمكين الاقتصادي، الإدماج الاجتماعي، والتكوين المهني، لضمان دعم مستدام للفئات الهشة.
في هذا الإطار، اعتمدت المؤسسة على مقاربات حديثة مستوحاة من الدول الأوروبية، حيث استفادت من نماذج الدعم الاجتماعي في فرنسا وألمانيا التي تركز على التأهيل الذاتي بدل تقديم المساعدات المباشرة فقط. ويؤكد العديد من العلماء المغاربة المتخصصين في المجال الاجتماعي أن نجاح أي مبادرة خيرية يرتبط بمدى قدرتها على دمج المستفيدين في المجتمع بشكل منتج، وهو النهج الذي تتبعه مؤسسة الرحمة في مختلف برامجها.
ومن أبرز إنجازاتها، نجاح المؤسسة في عقد شراكات استراتيجية مع مؤسسة محمد السادس، مما ساهم في تأطير ورعاية أزيد من 1600 يتيم، من خلال برامج تعليمية وتكوينية متطورة، تضمن لهم مسارًا دراسيًا متكاملًا وفرصًا مهنية مستقبلية. هذه الشراكة تُعد نموذجًا للتعاون الناجح بين القطاع المدني والمؤسسات الوطنية الكبرى، مما يعزز الأثر الإيجابي على المجتمع.
كما تستفيد المؤسسة من الدعم الذي توفره المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث ساهمت هذه المبادرة في تمويل مشاريع التمكين الاقتصادي لفائدة النساء في وضعية هشاشة، لا سيما في مجالات الخياطة، الطبخ، وصناعة الحلويات، مما ساعد العديد منهن على تحقيق استقلال مالي وتحسين أوضاعهن المعيشية.
إلى جانب ذلك، تحظى المؤسسة بدعم وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، التي تعمل على تعزيز الجهود الرامية إلى تحسين الظروف الاجتماعية للفئات الهشة، من خلال سياسات عمومية تركز على التأهيل والتكوين المهني. ويشكل هذا التعاون مع الوزارة رافعة حقيقية لضمان استمرارية المبادرات التي تنفذها مؤسسة الرحمة، سواء في مجال كفالة الأيتام، أو دعم النساء، أو توفير خدمات تعليمية متطورة للأطفال في وضعية صعبة.
إن النجاح الذي حققته مؤسسة الرحمة لم يكن ليتحقق لولا الطاقم الميداني الذي يواكب أكثر من 5000 مستفيد، من خلال تقديم الدعم المباشر والإشراف على البرامج التنموية، إلى جانب الطاقم الإداري الذي يسهر على تسيير المؤسسة وفق معايير حديثة. كما يعود الفضل في استدامة هذه الجهود إلى المكتب المسير، الذي لم يدخر جهدًا في توفير الموارد المالية وضمان استمرارية المشاريع الخيرية والتنموية، مما يعكس التزامه العميق برسالة المؤسسة وأهدافها السامية.
بهذا النهج المتكامل، تظل مؤسسة الرحمة نموذجًا للعمل الخيري والتنموي الناجح، ليس فقط على المستوى المحلي والجهوي، بل أيضًا كمؤسسة تستلهم التجارب الأوروبية الناجحة لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة، تساهم في بناء مجتمع أكثر تضامنًا واستقرارا.
صور توثق أنشطة المؤسسة في مختلف المجالات