
بلادي اليوم :
أُطلقت مؤخراً أشغال إنشاء خمس منشآت هندسية جديدة تشمل قنطرتين خاصتين بالسكك الحديدية وثلاث قناطر طرقية، إلى جانب تهيئة الطرق المرتبطة بها، بميزانية إجمالية بلغت 111.4 مليون درهم. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين الربط السككي بين مدينة سلوان وميناء الناظور غرب المتوسط، بما يتماشى مع جهود تعزيز البنية التحتية في المنطقة.
يمتد الخط الحديدي الجديد على مسافة 52 كيلومتراً، ويربط محطة سلوان بالميناء بسرعة تصل إلى 160 كيلومتراً في الساعة، مما يتيح تسريع وتيرة نقل البضائع ودعم الأنشطة التجارية والاقتصادية بشكل أكثر كفاءة. ومن المرتقب أن يؤدي هذا الربط إلى تحسين تدفق الصادرات والواردات عبر الميناء، الذي يُعد من بين المشاريع المهيكلة الكبرى في المغرب.
ميناء الناظور غرب المتوسط سيضم عدة مرافق استراتيجية، منها محطة للحاويات بقدرة استيعابية تصل إلى 3.4 مليون حاوية سنوياً، ومحطة نفطية بقدرة معالجة تصل إلى 25 مليون طن سنوياً، إضافة إلى محطة للفحم بطاقة معالجة 7 ملايين طن سنوياً. هذه المرافق المتطورة ستعزز من مكانة الميناء كمنصة لوجستية إقليمية وعالمية، وستساهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال جذب مزيد من الاستثمارات وخلق فرص عمل.
إلى جانب المشاريع الكبرى التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية، يتوفر إقليم الناظور على مؤهلات طبيعية وسياحية تجعل منه وجهة متميزة. يمتد الإقليم على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، ويضم شواطئ جميلة مثل شاطئ قرية أركمان وشاطئ بويافر، المعروفة برمالها الناعمة ومياهها الصافية. كما يتميز الإقليم بمناخ معتدل طوال السنة، ما يجعله وجهة مثالية للسياحة الشاطئية.
على الرغم من هذه المؤهلات، فإن الإقليم يحتاج إلى تطوير أكبر للبنية التحتية السياحية، من خلال إنشاء فنادق ومنتجعات تلبي الطلب المتزايد على السياحة، وتوفير خدمات ترفيهية متنوعة، فضلاً عن تحسين شبكات الطرق والمواصلات الداخلية. كما أن هناك فرصة كبيرة لتطوير السياحة الإيكولوجية من خلال استغلال التنوع الطبيعي للمنطقة، سواء عبر تنظيم مسارات المشي أو تعزيز الأنشطة البحرية والرياضية.
يمثل هذا المشروع خطوة نوعية ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة الناظور كقطب اقتصادي ولوجستي رئيسي، وكوجهة سياحية متميزة. ومن المتوقع أن يسهم في خلق دينامية اقتصادية واجتماعية متكاملة بالإقليم، ودعم التنمية المستدامة التي تتطلع إليها المنطقة.