مجلس الأمن يصوّت اليوم على مشروع القرار الأمريكي حول الصحراء… نحو تأكيد جديد لمغربية الصحراء

بلادي اليوم :

تتجه الأنظار، مساء اليوم الجمعة، نحو مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة مغلقة، عند الساعة الثامنة وخمس دقائق بتوقيت المغرب، للتصويت على مشروع القرار الأمريكي المتعلق بنزاع الصحراء. جلسةٌ وُصفت بالمفصلية، كونها تأتي في سياق مرحلة دقيقة قد تُرسم فيها ملامح مستقبل الملف بعد خمسة عقود من التجاذبات السياسية والدبلوماسية.

وتكشف مسودة مشروع القرار، التي سُرّبت قبل ساعات من التصويت، عن إشارات قوية تُبرز أن مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب قد تُشكّل الحل السياسي الأكثر واقعية وجدية لحل النزاع. وهو ما يتماشى مع توجّه عدد من العواصم المؤثرة داخل مجلس الأمن، بما فيها واشنطن وباريس ولندن.

الجلسة، التي تترأسها روسيا بحكم رئاستها الدورية للمجلس، تشهد حالة من الترقّب الدولي لمواقف القوى المؤثرة، خاصة وأن الأصوات الداعمة لمقترح الحكم الذاتي تتزايد سنة بعد سنة. ويضم مجلس الأمن في تشكيلته الحالية خمسة أعضاء دائمين، وهم: الولايات المتحدة، بريطانيا، الصين، روسيا وفرنسا، إلى جانب عشرة أعضاء غير دائمين، بينهم الجزائر والدانمارك واليونان وبنما وسلوفينيا وكوريا الجنوبية وباكستان وسيراليون والصومال وغويانا.

ورغم التباين في مواقف بعض الدول، إلا أن أغلب الأعضاء، بما فيهم ثلاث قوى دائمة العضوية (الولايات المتحدة، فرنسا وبريطانيا)، يميلون لدعم مقترح الحكم الذاتي كحل عملي لإنهاء النزاع. وقد أبدت دول أخرى، خصوصًا التي فتحت قنصليات لها في مدينة الداخلة، انخراطًا عمليًا في دعم هذا التوجّه.

في المقابل، تعلن الجزائر، الداعمة لجبهة البوليساريو، رفضها التصويت لصالح أي قرار يُثمّن مبادرة الحكم الذاتي المغربية. غير أن موقفها لا يحمل تأثيرًا حاسمًا، إذ أن تمرير القرار يتطلب تأييد 9 أعضاء على الأقل، دون أن تعترض إحدى الدول الخمس دائمة العضوية بحق الفيتو.

وبينما يترقب المجتمع الدولي نتائج التصويت، تظل المعطيات على الأرض تميل في صالح الرباط، ليس فقط دبلوماسيًا، بل كذلك ميدانيًا وتنمويًا، حيث تستمر المملكة في تعزيز حضورها في أقاليمها الجنوبية بمشاريع كبرى تعكس تشبثها الثابت بخريطة وحدة ترابية لا تقبل المساومة