الرئيسيةرياضة

هلال الناظوري النسوي… قصة نجاح بدأت من التحدي وحققت التميز

 

بلادي اليوم :

في مدينة الناظور، حيث لا تزال الكثير من التقاليد تلقي بظلالها على واقع المرأة، وُلد حلم رياضي مختلف. حلم تمثل في تأسيس أول فريق نسوي لكرة القدم، يفتح المجال أمام الفتيات لممارسة رياضة لطالما ارتبطت بالرجال. هكذا انطلقت سنة 2015 فكرة فريق الهلال الناظوري النسوي، في مبادرة جسّدت الشجاعة، الطموح، والإيمان بقدرة الرياضة على التغيير.

جاءت الفكرة من طارق هرواش، اللاعب السابق بعدد من الفرق الناظورية، والذي آمن منذ البداية بأن الفتاة الناظورية تستحق فرصتها في التألق الرياضي. لم يكن التأسيس سهلاً، فقد وُوجه المشروع في بداياته بتحديات ثقافية ومجتمعية، فضلاً عن ضعف الإمكانيات وقلة الدعم، لكنه رغم ذلك، شق طريقه بثبات، وبدأ في كتابة صفحات من النجاح في تاريخ الرياضة النسوية بالمنطقة.

من خلال رؤية تقنية واضحة، اعتمد الفريق على تكوين اللاعبات من الفئات العمرية الصغرى، والاشتغال على الجانب البدني والتكتيكي، ما جعله يحقق نتائج مشرفة على صعيد عصبة الشرق، حيث بلغ نصف النهائي في أكثر من موسم، ونافس بقوة في مباريات السد المؤهلة للقسم الوطني الثاني. كل هذه الإنجازات جاءت رغم الإمكانيات المحدودة، مما يعكس روح الفريق وإصراره على النجاح.

ولم يكن هذا المسار ليتحقق لولا القيادة الفنية والإنسانية لطارق هرواش، الذي لم يلعب فقط دور المدرب أو الرئيس، بل كان محركًا حقيقيًا للفريق، ومدافعًا شرسًا عن حق الفتيات في ممارسة الرياضة في بيئة سليمة وآمنة. جمع بين شغف الميدان وخبرة سنوات من اللعب، واستثمرها في بناء فريق يمثل اليوم نموذجًا يحتذى به في العمل القاعدي والتنظيمي.

ومع تزايد الطموحات، أصبح الفريق اليوم في أمسّ الحاجة إلى دعم المؤسسات، والشركات، والفعاليات الاقتصادية بالمدينة. فاستمرارية المشروع وتحقيق مزيد من النجاحات يتطلب شراكة حقيقية بين المكونات الرياضية والقطاع الخاص. لا يمكن لأي فريق، مهما بلغت إرادته، أن يستمر دون موارد مادية قارة. وهنا نوجه الدعوة لرجال الأعمال وكل الغيورين على المدينة، أن يلتفتوا لهذا المشروع النسوي الذي يعكس وجه الناظور الحداثي والمنفتح.

فريق الهلال الناظوري النسوي، بما حققه من نتائج مشرّفة رغم ضعف الإمكانيات، يستحق التفاتة حقيقية من المؤسسات والشركات المحلية، لأن دعم هذا المشروع لا يساهم فقط في تطوير كرة القدم النسوية، بل يُعد استثمارًا مباشرًا في التنمية المجتمعية والاقتصادية للمنطقة. فبدون رياضة، لا اقتصاد حقيقي، لأن الرياضة تُحرّك قطاعات حيوية كالسياحة، والخدمات، والإعلام، وتخلق فرص شغل حقيقية للشباب. دعم الفريق اليوم، هو دعم لمستقبل مدينة الناظور ككل.

في النهاية، يظل الهلال الناظوري النسوي أكثر من مجرد نادٍ رياضي. إنه مشروع اجتماعي وثقافي وتنموي، انطلق من لا شيء، وبدأ يصنع لنفسه اسمًا بين الكبار. ووراء هذا النجاح، يقف رجل آمن بالفكرة، دافع عنها، ورافقها في كل مراحلها: الإطار الوطني طارق هرواش، الذي يستحق كل التقدير على تفانيه وإخلاصه، وعلى إيمانه بأن الرياضة قادرة على صناعة التغيير حين تجد من يراهن عليها بصدق.

 

صور توثّق أهم لحظات الفريق بقيادة رئيس الإطار الرياضي، طارق هرواش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى