الدكتور عبد الحميد يويو يعلن عن افتتاح مشروع “مكتبة المتوسط” وسط حضور نخبة من المثقفين والأكاديميين

بلادي اليوم :
شهدت مدينة الناظور، يوم الخميس 13 مارس الجاري، انطلاق مشروع ثقافي متميز تمثل في افتتاح “مكتبة المتوسط”، التي جاءت بمبادرة من جمعية مكتبة المتوسط، تحت إشراف رئيسها الأستاذ عبد الحميد يويو. يهدف هذا المشروع إلى تعزيز البنية الثقافية للمدينة، من خلال توفير فضاء معرفي مفتوح يتيح للقراء والباحثين فرصة الاطلاع والتعلم في بيئة محفزة للإبداع الفكري.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أبرز رئيس الجمعية أهمية هذه المبادرة في نشر ثقافة القراءة وترسيخ المعرفة لدى مختلف الفئات العمرية، مؤكدًا أن المكتبة لن تقتصر على تقديم الكتب فحسب، بل ستسهم في إثراء النقاش الفكري والثقافي عبر استضافة ندوات وورشات تكوينية، تسهم في بناء مجتمع قائم على التفاعل الثقافي والانفتاح الفكري. كما أشار إلى أن المشروع يحمل رؤية متكاملة تهدف إلى توفير بيئة تعليمية شاملة تسهم في تنمية المهارات الفكرية وتعزيز القيم الإنسانية من خلال الأنشطة التربوية والتثقيفية التي سيتم تنظيمها بشكل دوري.
وانطلاقًا من حرص الجمعية على تنويع مصادر المعرفة، تم العمل على جمع مجموعة كبيرة من الكتب التي تغطي مختلف التخصصات، بما في ذلك الأدب، الفلسفة، التاريخ، العلوم، والدراسات الإسلامية، إضافة إلى مؤلفات بلغات متعددة، ما يعكس رغبة القائمين على المشروع في تلبية احتياجات شريحة واسعة من القراء. كما تم إطلاق حملات موجهة لحث المواطنين على المساهمة في إثراء المكتبة من خلال التبرع بالكتب، وهو ما يعزز ثقافة مشاركة المعرفة وتداولها بين الأفراد.
وعرف حفل التدشين حضورًا مكثفًا لعدد من الشخصيات العلمية والأكاديمية، من بينهم رئيس المجلس العلمي المحلي، ومندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وأساتذة جامعيون، بالإضافة إلى نخبة من الفاعلين الثقافيين والمهتمين بالشأن المعرفي. وقد تميز الحفل بتقديم عرض تعريفي حول أهداف المكتبة ورؤيتها المستقبلية، حيث أشاد الحاضرون بهذه المبادرة النوعية التي من شأنها أن تسهم في تطوير المشهد الثقافي وتعزيز الحياة الفكرية بالمنطقة.
وفي سياق استشراف الآفاق المستقبلية، أعلنت الجمعية عن مجموعة من المشاريع الطموحة، من بينها إطلاق منصات رقمية لدعم البحث العلمي والفكري، بالإضافة إلى برامج تهدف إلى توثيق التراث المغربي والتعريف به على المستوى الدولي. كما تخطط المكتبة لاستضافة مؤتمرات علمية، لقاءات أدبية، معارض كتب، ومهرجانات ثقافية وفنية، مما يجعلها مركزًا حيويًا لدعم الثقافة والفكر داخل المدينة.
ويمثل هذا المشروع إضافة نوعية تعكس التوجه نحو إرساء بيئة ثقافية متكاملة، تتيح للأفراد فرصًا متعددة للتعلم والتطوير الذاتي، وتسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا وانفتاحًا على الفكر والمعرفة، مما يعزز مكانة الناظور كقطب ثقافي بارز على المستوى المحلي و الوطني .