
بلادي اليوم :
لطالما كان العاهل المغربي، الملك محمد السادس، رمزًا للعطاء والاهتمام بالشأن الديني، حيث يولي رعاية خاصة للمساجد، ليس فقط في المغرب، بل حتى خارج حدوده، في تجسيد واضح لدوره كأمير للمؤمنين وحامٍ للقيم الإسلامية.
يحرص الملك محمد السادس على تشييد المساجد وإعادة تأهيلها، إيمانًا منه بأهمية دورها في تعزيز الهوية الإسلامية ونشر قيم الاعتدال والتسامح. وخلال فترة حكمه، شهد المغرب نهضة عمرانية كبيرة في مجال المساجد، حيث تم بناء مئات الصروح الدينية وفق أحدث المعايير الهندسية، مع توفير بيئة مناسبة لأداء الشعائر الدينية.
ولم يقتصر سخاء الملك على المغرب، بل امتد إلى العديد من الدول، حيث دعم مشاريع بناء وترميم المساجد في إفريقيا وأوروبا، تأكيدًا لحرصه على تمكين الجاليات المسلمة من ممارسة شعائرها الدينية في أجواء روحانية لائقة.
في خطوة تعكس رؤيته الداعمة لنشر قيم الإسلام الوسطي، تبرع الملك محمد السادس بمبلغ مليون يورو لصالح مشروع بناء المسجد الكبير في مدينة ميتز الفرنسية. ويُعد هذا المسجد، الذي يُتوقع افتتاحه عام 2026، واحدًا من أكبر المشاريع الإسلامية في فرنسا، حيث سيوفر فضاءً ملائمًا للمصلين، كما سيشكل منبرًا للحوار والتعايش بين الأديان والثقافات.
ويأتي هذا التبرع الملكي ليؤكد مرة أخرى أن العاهل المغربي يتعامل مع القضايا الدينية من منظور حضاري، بعيدًا عن أي خلفيات سياسية، حيث سبق له أن دعم إعادة إعمار كاتدرائية نوتردام في باريس بعد الحريق الذي تعرضت له عام 2019، في رسالة واضحة على انفتاحه على مختلف المبادرات الإنسانية والثقافية.
منذ توليه العرش، حرص الملك محمد السادس على تعزيز علاقات المغرب مع العالم الإسلامي والغرب على حد سواء، مما جعل المملكة المغربية مركزًا للتسامح والتعايش. وبفضل هذا التوجه الحكيم، أظهر جلالة الملك التزامًا ثابتًا بتطوير القطاع الديني في المغرب والعالم، ليظل دائمًا صوتًا للسلام والوئام بين مختلف الثقافات والديانات.