الباحث المغربي بن يونس المرزوقي : تطور جماعة الناظور بين الفوضى والإصلاحات
الBladiToday
في تصريحات حديثة، ألقى بن يونس المرزوقي، الأستاذ الباحث بكلية الحقوق بوجدة، الضوء على التطورات التجارية والاقتصادية التي شهدتها مدينة الناظور، مشيرًا إلى الدور الحيوي الذي لعبته بعض الشخصيات السياسية في محاولة عقلنة وترشيد هذا التطور. ومن بين هؤلاء، تبرز أسماء من الاتحاد الاشتراكي، مثل الحسين الفاهيمي ومحمد أزواغ، الذين أسهموا في بعض الإصلاحات الحاسمة.
رؤساء البلديات: بين الإنجاز والنسيان
تحدث المرزوقي عن تطور المدينة من خلال رؤساء البلديات المنتمين إلى مختلف الأحزاب السياسية، مثل الاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية، والتجمع الوطني للأحرار، وحزب التجديد والإنصاف، وحزب الأصالة والمعاصرة. أسماء مثل بوشوطرس، المرحوم الحاج الرحموني، المرحوم مصطفى أزواغ، طارق يحيى، وسليمان حوليش، قد مرت من كرسي الرئاسة، ولكن سرعان ما انتهى بها المطاف إلى زاوية النسيان، إن لم يكن إلى السجن. لقد عمل هؤلاء الرؤساء على توسعة المدينة وتعزيز أنشطتها لتصبح وجهة لكل المغاربة، إلا أن هذه الجهود لم تخلُ من المشكلات.
انتشار الفوضى وتشجيع الأنشطة غير القانونية
أشار المرزوقي إلى أن التوسع السريع للمدينة قد صاحبه انتشار الأنشطة غير القانونية وتشجيع التهريب، مما أدى إلى فوضى معمارية. ولم يكن هناك اهتمام كافٍ من قبل المجالس البلدية المتعاقبة بالبنية التحتية اللازمة أو الخدمات العامة الضرورية. كما غاب التركيز على تنمية الممتلكات العقارية للجماعة وزيادة مداخيلها الجبائية. هذا التجاهل أسهم في تراجع مستوى الخدمات والتنمية المحلية، ما أثر سلبًا على جودة الحياة في المدينة.
نقطة تحول مع سليمان أزواغ
على الرغم من هذه التحديات، أشار المرزوقي إلى نقطة تحول مهمة مع وصول سليمان أزواغ إلى رئاسة المجلس البلدي. حصل المجلس في عهده على صفة “أحسن جماعة”، وهي خطوة لم تكن محض صدفة. يبرز هذا الإنجاز كدليل على إمكانية تحقيق التغيير الإيجابي حتى بعد فترات طويلة من الفوضى والإهمال، مما يعزز الأمل في مستقبل أفضل لمدينة وجدة تحت قيادة مسؤولة وفعّالة.
تظل تصريحات بن يونس المرزوقي بمثابة تذكير بأهمية القيادة الرشيدة والتخطيط السليم في تحقيق التنمية المستدامة. كما تسلط الضوء على ضرورة محاسبة المسؤولين عن سوء الإدارة وتشجيع الإصلاحات التي تخدم مصالح المواطنين وتساهم في تحسين جودة الحياة في المدينة.