بلادي اليوم من الناظور
في ليلة روحانية فريدة، نظمت زاوية الرحمة للذكر والبر فعالية بعنوان “التجديد في الفكر الصوفي وضرورته في عصرنا الراهن”، يوم الأربعاء 4 دجنبر 2024، بقاعة الأفراح جنان على طريق الساحلي بوعرك. وقد شهدت الأمسية حضورًا لافتًا تجاوز 500 مشارك من المهتمين بالفكر الصوفي والثقافة الدينية، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بهذا النوع من الأنشطة.
استهلت الفعالية بكلمة افتتاحية للسيد أحمد محاش، رئيس مؤسسة الرحمة للأعمال الإنسانية والاجتماعية، الذي رحب بالحضور وأشاد بأهمية هذه الفعالية في تسليط الضوء على ضرورة تجديد الفكر الصوفي بما يتناسب مع متطلبات العصر. كما أكد على الدور الذي تلعبه مؤسسة الرحمة في نشر القيم الإنسانية والروحية، وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش.
عرفت الفعالية مشاركة الدكتور محمد المنصوري، الذي قدم محاضرة قيمة تناولت الأبعاد المختلفة للفكر الصوفي، مشيرًا إلى الحاجة الماسة لتجديد هذا الفكر ليواكب التحديات المعاصرة. كما سلط الضوء على تأثير الفكر الصوفي الإيجابي في بناء مجتمع متوازن ومتماسك يقوم على القيم الروحية.
الجانب الفني للفعالية أضاف لمسة من الإبداع، حيث تألقت فرقة الشمائل المحمدية للفنون بقيادة المنشد إسماعيل بوجيا في تقديم عروض مستوحاة من التراث المغربي الأصيل. كما أبدعت فرقة نعمة المنعم للمديح والسماع في أداء أناشيد دينية وتراثية، مما خلق أجواءً من الخشوع والسكينة بين الحاضرين.
لم تخلُ الأمسية من لحظات مؤثرة، حيث قدم أطفال مكفولون من طرف مؤسسة الرحمة تلاوة عذبة لآيات من الذكر الحكيم، في مشهد إنساني أثار إعجاب الجميع وأبرز البعد الاجتماعي والروحي لهذه الفعالية.
اختتمت الفعالية برفع برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تضرع فيها الحاضرون بالدعاء له بالصحة والعافية ومزيد من التقدم للأمة المغربية تحت قيادته الرشيدة.
شكلت هذه الأمسية الدينية والثقافية محطة مميزة لتعزيز التصوف المتجدد، الذي يجمع بين الفكر الروحي والتراث المغربي، ويعكس التزام زاوية الرحمة بنشر قيم المحبة والتسامح في المجتمع.
