بلادي اليوم :
خطا مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط مرحلة جديدة نحو التفعيل، بعد إعلان شركة مرسى المغرب عن فتح طلب عروض لإنجاز مبانٍ إدارية وتقنية، إضافة إلى محطة فرعية لتوزيع الكهرباء مخصصة للرصيف الشرقي. وقد حُدد تاريخ 10 شتنبر المقبل كآخر أجل لإيداع ملفات المشاركة.
ولا يقتصر هذا الإجراء على كونه خطوة تقنية، بل يشكل محطة استراتيجية في مسار مشروع يُرتقب أن يتحول إلى منصة لوجستية وطاقية كبرى بالمتوسط. فالمحطة الكهربائية المزمع إنجازها ستؤمّن تزويد الميناء بطاقة عالية، تضمن استمرارية خدمات حيوية مثل مناولة الحاويات وسلاسل التبريد الموجهة للتصدير.
وينتظر أن يدخل الميناء الخدمة قبل نهاية 2026، في إطار رؤية المغرب لتحديث بنياته التحتية البحرية وتنويع موارده الطاقية. وفي السياق نفسه، أطلقت المملكة مشاريع استراتيجية لتعزيز الأمن الطاقي، أبرزها محطة استقبال الغاز الطبيعي المسال (FSRU)، انسجاماً مع الهدف الوطني القاضي برفع حصة الطاقات المتجددة إلى 52% من القدرة الكهربائية المثبتة بحلول 2030، وتقليص الاعتماد على الفحم.
ويُنظر إلى ميناء الناظور غرب المتوسط باعتباره مكملاً طبيعياً لميناء طنجة المتوسط، بما يعزز موقع المغرب في استيعاب التدفقات التجارية المتوسطية، ودعم النسيج الصناعي بجهة الشرق، والانخراط بشكل أعمق في الممرات اللوجستية العالمية.
وتكشف طلبات العروض الأخيرة، سواء الخاصة بتأهيل المحطة البحرية بالناظور أو بالتوسعات الجارية في طنجة المتوسط، عن دينامية استثمارية متواصلة تؤكد الطموح المغربي في ترسيخ موقعه كـ قطب بحري وطاقي رائد إقليمياً ودولياً.
