الرئيسيةجهوية

وفاة طفلة في بالوعة مفتوحة ببركان: إهمال قاتل يستدعي

بلادي اليوم :

في حادثة مأساوية هزّت مدينة بركان، توفيت طفلة صغيرة إثر سقوطها في بالوعة مفتوحة أثناء سيرها في أحد شوارع المدينة. تبرز هذه الواقعة كنموذج للإهمال الجسيم في تطبيق معايير السلامة العامة أثناء تنفيذ مشاريع البنية التحتية، حيث أصبح وجود البالوعات المفتوحة في الشوارع الرئيسية يشكل خطرًا مميتًا، لا سيما بالنسبة للأطفال الذين يعتبرون أكثر عرضة للتأثر بمثل هذه الأوضاع.

تكشف الحادثة عن غياب الرقابة الفعّالة على أعمال الأشغال العامة، ما يعكس تهاون المسؤولين في ضمان تطبيق المعايير الأساسية للسلامة العامة. من المفترض أن تكون هناك متابعة دقيقة وفعّالة لتفادي مخاطر تعرض المواطنين للمخاطر الناجمة عن الإهمال، خاصة في المناطق التي تشهد حركة سير كثيفة. ويظهر هذا العجز في اللجان المكلفة بمراقبة الأشغال، حيث كان يجب أن تكون هناك استراتيجيات وقائية تضمن إغلاق البالوعات وتوفير بيئة آمنة للمارة.

تعتبر هذه الحادثة بمثابة دعوة ملحة لربط المسؤولية بالمحاسبة، إذ أنه إذا كانت المعايير الفنية قد تم تطبيقها بشكل صحيح، لما كان من الممكن أن تبقى الحفرة مفتوحة دون تغطيتها، وبالتالي لما كانت لتشكل تهديدًا للمواطنين. إن محاسبة المسؤولين ينبغي أن تكون صارمة، وذلك من أجل ضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، وحماية أرواح المواطنين من مخاطر مماثلة.

من الضروري أن تعيد السلطات المحلية في مدينة بركان، وكذلك في باقي مدن المملكة، النظر في كيفية إدارة مشاريع البنية التحتية بشكل يتماشى مع معايير السلامة العامة. يتطلب ذلك التزامًا حازمًا من قبل الجهات المعنية بمراجعة مستمرة ومتابعة دقيقة لضمان أن أي مشروع بنية تحتية لا يشكل تهديدًا على حياة الناس.

إضافة إلى ذلك، تساهم سرقة بالوعات المياه في زيادة خطورة هذه الحوادث، حيث تمثل هذه الممارسات تهديدًا مباشرًا للسلامة العامة. يتعين على السلطات تشديد الرقابة على مواقع الأعمال الإنشائية للتأكد من إغلاق البالوعات بعد الانتهاء من الإصلاحات، مع اتخاذ تدابير قانونية ضد مرتكبي سرقات هذه البالوعات، نظرًا لأنها تشكل تهديدًا بالغ الخطورة على حياة المواطنين.

التحقيقات ما زالت جارية للكشف عن ملابسات الحادث، ومن المتوقع أن تظهر النتائج ما إذا كانت هناك مسؤوليات يجب أن تُحاسب في إطار ضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى