بلادي اليوم:
ستين منظمة وجمعية أمازيغية وجهت رسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معبرةً عن استيائها من تصريحات وزيري التعليم الفرنسي والمغربي حول استثناء اللغة الأمازيغية من المناهج التعليمية في فرنسا. طالبت الجمعيات بمراجعة هذا القرار، معتبرةً إياه إقصاءً غير مبرر لمكوّن أمازيغي مهم
بدأت الجمعيات رسالتها بشكر ماكرون على اعترافه بدور المغاربة، وخاصة الأمازيغ، في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي وإعادة إعمارها بعد الحرب العالمية الثانية. ولفتت إلى أن المقاومين والعمال الذين قدموا تضحيات تاريخية هم في معظمهم من مناطق الأطلس وسوس الأمازيغية، مشيرةً إلى أن تجاهل لغتهم يمثل إنكاراً لثقافتهم وهويتهم.
كما عبرت الجمعيات عن خيبة أملها من إعلان وزيري التربية المغربي محمد سعد برادة والفرنسي آن جينيت، الذي أكد على دعم تعليم اللغة العربية في فرنسا متجاهلاً الأمازيغية، رغم كونها لغة رسمية في المغرب بموجب دستور 2011. وأوضحت أن هذا القرار يعزز تهميش الأمازيغية، مذكّرةً بأن الأمازيغية تُعد اللغة الأم لمعظم الفرنسيين من أصول شمال إفريقية، خاصةً المغاربة.
وحذرت الرسالة من أن إقصاء اللغة الأمازيغية قد يؤدي إلى ابتعاد الشباب الفرنسيين ذوي الأصول الأمازيغية عن ثقافتهم، مما قد يجعلهم أكثر عرضة للتطرف. وأكدت الجمعيات على أهمية التعليم بلغتهم الأم لترسيخ هويتهم، ودعت الرئيس الفرنسي إلى إعادة النظر في هذا التوجه وتصحيح رؤية الحكومة الفرنسية تجاه الجالية الأمازيغية بما يتماشى مع قيم الجمهورية الفرنسية وضرورة احترام التعددية الثقافية.
في ختام الرسالة، شددت الجمعيات الأمازيغية على ضرورة اتخاذ فرنسا موقفًا جادًا لتوفير تعليم اللغة الأمازيغية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز احترام الهوية الثقافية والتاريخية للأمازيغ وتقوية الشراكة بين المغرب وفرنسا وفقًا لتطلعات التعاون الاستثنائي بين البلدين.