من حي راقٍ إلى بؤرة فيضانات: كيف يغرق حي المطار بالناظور أغلى الأحياء كل شتاء؟

بلادي اليوم :

يعيش سكان حي الناظور الجديد المعروف بـ“حي المطار” بمدينة الناظور وضعًا صعبًا يتكرر مع كل تساقطات مطرية السنوية ،حيث تتحول عدد من الشوارع والأزقة إلى برك مائية بسبب ضعف شبكة تصريف المياه وانسداد البالوعات. وضع يثير الاستغراب، خاصة وأن الحي يُعد من بين الأغلى على الصعيد الوطني، إذ يصل ثمن المتر المربع الواحد إلى حوالي 3 ملايين سنتيم، في مفارقة صارخة بين القيمة العقارية وجودة العيش.

ويعود السبب الرئيسي لهذه الإشكالات إلى قِدم شبكة التطهير السائل وقنوات الماء الصالح للشرب، التي أُنجزت في فترة كان فيها الحي صغيرًا ولا يضم سوى عدد محدود من المساكن. غير أن التوسع العمراني السريع، وظهور إقامات سكنية فردية وجماعية واقتصادية، ضاعف الضغط على هذه الشبكة، التي لم تعد قادرة على استيعاب الكثافة السكانية الحالية، خصوصًا في ظل وجود بالوعات صغيرة ومجاري مائية ضيقة.

ومع كل فصل شتاء، تتفاقم معاناة الساكنة بفعل تراكم مياه الأمطار، وانتشار الحشرات والبعوض، وصعوبة التنقل داخل الحي، إلى جانب غياب حلول دائمة رغم توالي شكايات المواطنين الموجهة إلى المجلس الجماعي والسلطات المختصة . تدخلات وُصفت بالمحدودة والظرفية، لا تعالج أصل المشكل بقدر ما تؤجل ظهوره من جديد.

ورغم هذه الإكراهات، يُعد حي المطار من الأحياء المرشحة لاستقطاب عدد أكبر من السكان خلال السنوات المقبلة، خاصة مع توجه عدد من الموظفين والأطر إلى السكن به، واحتمال انتقال بعض الإدارات العمومية إليه. غير أن الحي لا يزال يعاني من خصاص في أبسط المتاجر والخدمات القرب، ما يزيد من معاناة قاطنيه اليومية.

وأمام هذا الوضع، باتت الساكنة تطالب بإطلاق مخطط هندسي شامل لإعادة هيكلة الحي، يقوم على توسيع شبكة التطهير السائل، وتجديد قنوات الماء الصالح للشرب، وتنقية البالوعات، بما ينسجم مع التحول العمراني الذي عرفه الحي. فهل ستبادر الجهات المختصة إلى التدخل الجدي لإنقاذ أغلى حي بالناظور من اختلالات بنيوية تهدد جودة العيش به

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *