
بعد خمس سنوات من الغياب… حركة الطفولة الشعبية بالناظور تعود من قلب التأطير التربوي
بلادي اليوم :
استأنفت حركة الطفولة الشعبية فرع الناظور حركيتها التربوية بعد توقف دام خمس سنوات، معلنة عودتها الفعلية إلى واجهة التأطير والعمل الميداني، عقب انعقاد جمعها العام التأسيسي الاستثنائي. هذه العودة لم تكن حدثًا تنظيميًا معزولًا، بل محطة مفصلية لإعادة بعث دينامية حركة بصمت تاريخيًا على المشهد التربوي والثقافي بالجهة الشرقية.
واختارت الحركة أن تكون انطلاقتها الجديدة بعيدة عن البروتوكول والمظاهر الرسمية، وفية لروحها التربوية الأصيلة، حيث نظمت أول نشاط لها يوم الأحد 28 من الشهر الجاري، في شكل جلسة تربوية وتنشيطية لفائدة الأطفال، أشرفت عليها أطر الحركة، بحضور العائلات المنخرطة. جلسة شكلت لقاءً إنسانيًا وتربويًا بامتياز، أعادت ربط الطفل بفضاء التنشيط والتعبير، وكرست دور الأسرة كشريك أساسي في العملية التربوية.
وتستمد هذه العودة رمزيتها من التاريخ الحافل لحركة الطفولة الشعبية بالناظور، التي راكمت تجربة رائدة جعلتها من بين أكثر الإطارات إشعاعًا بالجهة الشرقية. فقد سبق للحركة أن نظمت مهرجان دولي للمسرح بالجهة الشرقية و الذي يتكرر كل عام ، والأول من نوعه، شاركت فيه دول عربية وأوروبية، بعد سنة كاملة من التخطيط والبرمجة الدقيقة. مهرجان لم يكن مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل مشروعًا تربويًا متكاملًا امتد على أسبوع كامل من العروض والأنشطة، أعقبه أسبوع آخر للتقييم والراحة والتخطيط للدورات الموالية.
وإلى جانب المهرجان، ظلت الحركة وفية لرسالتها الأساسية في تأطير الأطفال عبر ورشات مسرحية، وجلسات تكوينية وترفيهية، ومخيمات تربوية، وبرامج تكوين مستمر، إضافة إلى تنظيم الصبحيات الكبرى والأنشطة الموازية التي جعلت من الطفل محور الفعل الثقافي والتربوي، لا مجرد متلقٍ سلبي.
ويؤكد هذا الرصيد أن عودة حركة الطفولة الشعبية بالناظور اليوم ليست عودة من فراغ، بل امتداد لمسار غني بالتجربة والنجاح، ورهان على استعادة موقعها الطبيعي كفاعل تربوي وثقافي مؤثر. عودة تحمل معها طموح إعادة بناء الثقة، وإحياء روح المبادرة، والانخراط من جديد في خدمة الطفولة، بروح جماعية، ورؤية متجددة، تجعل من التأطير التربوي ركيزة أساسية للتنمية المجتمعية
