
الزفزافي لبنكيران: السجن أهون من الخضوع وخيانة الشعب
بلادي اليوم : توجه ناصر الزفزافي، المعتقل على خلفية حراك الريف، بانتقادات حادة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة السابق، رداً على تصريحات أدلى بها هذا الأخير خلال لقاء حزبي احتضنته جهة مراكش آسفي، معتبراً أن خطابه يعكس أسلوباً سياسياً قائماً على التملق والتزلف.
وفي رسالة نُشرت عبر حساب شقيقه طارق الزفزافي على موقع فايسبوك، اعتبر الزفزافي أن بنكيران حاول الظهور في موقع المتحدث باسم الديوان الملكي، مؤكداً أنه يفضل قضاء ما تبقى من حياته داخل السجن على القبول بالانحناء مقابل ما وصفه بالفتات، ومتهماً رئيس الحكومة السابق بخيانة الوطن والشعب بسبب مواقفه السياسية.
وشدد الزفزافي على أن ما عاشه من معاناة داخل السجن، إضافة إلى ما تعرض له خلال فترة تولي بنكيران رئاسة الحكومة، يجعله غير معني بأي دروس أخلاقية تصدر عنه، حسب تعبيره، منتقداً في الآن ذاته الأوضاع الاجتماعية التي تعيشها فئات واسعة من المغاربة، ومتهماً بنكيران بالاستفادة من امتيازات مالية لا تعكس حجم معاناة المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة الفقر والتهميش، ومتسائلاً عن الأسس الدينية والأخلاقية التي طالما رفعها في خطابه السياسي.
وأوضح الزفزافي أن الجدل المثار لا يرتبط بمسألة الشكر بقدر ما يعود إلى الكلمة التي ألقاها سابقاً من سطح منزل والده الراحل أحمد الزفزافي، والتي قال إنها أزعجت خصومه السياسيين وفضحت زيف الاتهامات الموجهة إليه، خاصة في ظل التفاعل الواسع الذي لقيته على منصات التواصل الاجتماعي.
ويأتي هذا الموقف رداً على تصريحات عبد الإله بنكيران، الذي صرح خلال لقاء تواصلي مع الهيئات المجالية لحزب العدالة والتنمية يوم السبت 13 دجنبر، بأن الملك محمد السادس هو من أعطى تعليماته بالسماح لناصر الزفزافي بمغادرة السجن لحضور جنازة والده، نافياً أن يكون القرار صادراً عن المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، ومؤكداً أن الملك هو من سمح للزفزافي بالخروج وإلقاء كلمة وصفها بأنها كانت كلمة “زعيم”.
وأعاد هذا السجال السياسي إلى الواجهة الجدل المتواصل حول حراك الريف، وطبيعة الخطاب السياسي، ودور المسؤولين الحزبيين في التعاطي مع قضايا الاحتجاج الاجتماعي وملف المعتقلين، في وقت لا تزال فيه هذه القضية تحظى باهتمام واسع داخل الرأي العام الوطني