
سرعة، تهور وغياب الرقابة الاسرية : مراهقون يشكلون خطرًا على شوارع الناظور
بلادي اليوم :
تشهد بعض شوارع الناظور خلال الفترات الليلية، وخاصة على مستوى الكورنيش انتشاراً متزايداً لسلوكيات متهورة من طرف عدد من المراهقين الذين يقودون دراجات نارية بسرعة جنونية، في استعراضات خطيرة تهدد سلامتهم وسلامة مستعملي الطريق. وتتعالى أصوات المواطنين محذّرة من تنامي هذه الظاهرة التي باتت تغزو الفضاء العمومي مع اقتراب ساعات منتصف الليل.
ووفق معاينات متطابقة، فإن مجموعات من القاصرين والمراهقين يتجمعون في نقاط محددة على الكورنيش، حيث يقدمون على قيادة الدراجات النارية ” بطريقة استعراضية تتخللها حركات خطرة وسباقات غير قانونية، تترافق أحياناً مع وجود فتيات قاصرات في أوقات متأخرة، ما يثير مخاوف متزايدة بشأن طبيعة هذه التجمعات وانعكاساتها الاجتماعية والأمنية.
وتؤكد فعاليات مدنية أن هذه السلوكيات ليست مجرد حوادث معزولة، بل مؤشرات مقلقة على غياب الرقابة الأسرية لدى بعض الأسر، وضعف الالتزام بالقوانين المنظمة للسير، خصوصاً أن عدداً من هؤلاء القاصرين لا يتوفرون على رخص السياقة ولا خوذات حماية، مما يزيد من احتمال وقوع حوادث مأساوية كما عرف الإقليم في الحوادث سابقة.
وفي هذا السياق، يدعو عدد من ساكنة الاقليم و الفاعليات المجتمع المدني إلى تكثيف الدوريات الأمنية ليلاً، خاصة في النقاط السوداء المعروفة بتجمعات المراهقين، مع تعزيز حملات التحسيس والتوعية داخل المؤسسات التعليمية والجمعيات، قصد تنبيه الأسر إلى خطورة ترك أبنائها يخرجون في ساعات متأخرة دون مراقبة.
وبينما تستمر الظاهرة في التوسع، يظل التخوف الأكبر هو أن تتحول هذه السلوكيات الطائشة إلى مصدر لحوادث جديدة تضرب استقرار المدينة وتضاعف عدد المآسي المرتبطة بالدراجات النارية. ويأمل المواطنون أن تتحرك كل الجهات المعنية، كلٌّ من موقعه، قبل أن تتكرر الفواجع في شوارع الناظور
وتجدر الإشارة إلى أن الأمن الجهوي بالناظور يبذل مجهودات مهمة للتصدي لهذه السلوكيات، حيث تقوم الدوريات الأمنية بتحرير مخالفات في حق المخالفين، كما يتم توقيف السائقين المتهورين وحجز الدراجات النارية غير القانونية أو التي يتم استعمالها في الاستعراضات الخطرة. ورغم هذه التدخلات المتواصلة، يبقى التحدي الأكبر هو غياب الرقابة الأسرية لدى بعض العائلات، الأمر الذي يفسح المجال لخروج قاصرين في أوقات متأخرة دون تتبع أو توجيه، مما يساهم في تفاقم الظاهرة