
الأزمة الصامتة بين الجزائر وإسبانيا… منع “الإسبان من أصل مغربي” يعطل زيارة تبون ويشعل ملف الهجرة
بلادي اليوم :
تشهد العلاقات الجزائرية–الإسبانية تطوراً لافتاً خلال الأسابيع الأخيرة، غير أن ملفات حساسة، على رأسها التأشيرات والهجرة غير النظامية، ما تزال ترخي بظلالها على محاولات ترميم الثقة بين البلدين. ووفق تقارير إعلامية عربية وأوروبية، فإن الجزائر ترفض دخول مواطنين إسبان من أصل مغربي بدعوى “الاشتباه في قيامهم بأنشطة تجسسية لصالح المغرب”، وهو ما أثار استياء مدريد، خاصة مع اقتراب الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إسبانيا خلال شهر دجنبر الجاري.
وتؤكد صحيفة الشرق الأوسط أن ملف التأشيرات أصبح عنواناً لتوتر متبادل: فالجزائر تشتكي من تعقيد كبير في إجراءات منح التأشيرات داخل القنصليات الإسبانية، بينما تعتبر مدريد أن رفض دخول الإسبان من أصل مغربي إلى الجزائر “قرار مبالغ فيه” قائم على هواجس أمنية غير مثبتة.
وفي سياق هذا التوتر، تشير تقارير إسبانية إلى أن الجزائر سمحت بارتفاع ملحوظ في تدفقات الهجرة غير النظامية نحو جزر البليار، في خطوة تراها مدريد “ورقة ضغط دبلوماسية” على حكومة بيدرو سانشيز، خصوصاً وأن ملف الهجرة بات أحد أبرز النقاط الساخنة في الأجندة الثنائية قبل أي لقاء مرتقب بين سانشيز وتبون.
وبحسب المعطيات الرسمية، فإن جزر البليار استقبلت منذ بداية السنة أكثر من 3000 مهاجر غير نظامي، بينهم 638 قاصراً غير مصحوبين، ما أدى إلى تجاوز الطاقة الاستيعابية لمراكز الإيواء ورفع مستوى الانتقادات الداخلية. وفي هذا السياق، حمّل الحزب الشعبي الإسباني حكومة سانشيز مسؤولية “التقاعس” في مواجهة موجة الهجرة، مطالباً بتحرك عاجل داخل الاتحاد الأوروبي.
وجاء هذا التصعيد بعد التحول الذي عرفته مدريد سنة 2022 عندما أعلنت دعمها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وهو القرار الذي أحدث شرخاً عميقاً في علاقاتها مع الجزائر. ورغم إشارات التحسن الأخيرة، فإن غياب إعلان رسمي من البلدين حول زيارة تبون يترك الباب مفتوحاً أمام كل السيناريوهات.
وفي انتظار ما ستسفر عنه التحركات الدبلوماسية المقبلة، يبقى ملف التأشيرات، والهجرة، ومنع الإسبان من أصل مغربي، من أكثر الملفات تعقيداً وتأثيراً على مسار العلاقات الجزائرية–الإسبانية، وسط اهتمام واسع من متابعي الشأنين المغاربي والأوروبي ومحركات البحث التي تشهد ارتفاعاً في الاستعلام حول هذه الأزمة المتجددة