
بحضور مندوب السياحة… برنامج “كفاءة” يعزز تكوين الأطر والرفع من جودة الخدمات السياحية بالناظور
بلادي اليوم :
احتضنت قاعة الاجتماعات بفندق ميركور بمدينة الناظور، يوم الجمعة 14 من الشهر الجاري، لقاءً تواصليًا للإعلان الرسمي عن إطلاق برنامج تثمين الخبرات المهنية المكتسبة في قطاع السياحة، وذلك تحت إشراف المندوبية الإقليمية للسياحة وبمشاركة مدراء ومسيري المؤسسات الفندقية بالمنطقة. ويأتي هذا اللقاء في سياق الجهود الوطنية الهادفة إلى دعم تنمية السياحة في المغرب وتحسين جودة الخدمات الفندقية والرفع من كفاءة الموارد البشرية.

ويُعد هذا البرنامج الوطني، الذي تشرف عليه وزارة السياحة بشراكة مع الكنفدرالية الوطنية للسياحة وبتنسيق مع مكتب الدراسات Co-Efficience، واحداً من أهم المشاريع المندرجة ضمن خريطة الطريق الوطنية لتطوير القطاع السياحي. ويهدف إلى تأهيل المهنيين، وتعزيز تنافسية المقاولات السياحية، وتحسين جاذبية سوق الشغل في جهة الشرق خصوصاً وعلى الصعيد الوطني عموماً.

ويتيح البرنامج للعاملين في مختلف المهن السياحية، من موظفي الاستقبال والإيواء والإرشاد إلى الطباخين ورؤساء المطابخ وصناع الحلويات والنادلين، فرصة تقييم مهاراتهم المهنية والحصول على شهادات معترف بها رسمياً. هذه الشهادات من شأنها أن تفتح آفاقاً جديدة أمام المستفيدين سواء في الترقية المهنية أو ولوج وظائف أعلى داخل القطاع، بما يعزز استقرارهم المهني ويرفع مستوى الأداء داخل المؤسسات الفندقية.
كما يشكل البرنامج قيمة مضافة للمقاولات السياحية، إذ يمكّنها من تحسين إدارة الكفاءات وتطوير مهارات الموظفين، مما ينعكس مباشرة على جودة الخدمات المقدمة للسياح، ويعزز تنافسية القطاع محلياً ودولياً. وتشمل العملية مواكبة شاملة للمترشحين وتكوينات مكيفة مع حاجياتهم قبل اجتياز الاختبارات الإشهادية، بما يضمن مساراً دقيقاً لتثمين الخبرة وتحديد نقط القوة والمهارات التي تحتاج إلى تطوير.

وخلال اللقاء التواصلي، شدد المهنيون والخبراء على أهمية هذا البرنامج في دعم النهوض بالسياحة في جهة الشرق وتنشيط الاستثمار السياحي بالناظور، خاصة في ظل المشاريع الكبرى التي تعرفها المدينة على مستوى التأهيل السياحي والبنيات التحتية. كما تم تقديم شروحات حول مراحل التسجيل، آليات المواكبة، وشروط الاستفادة، في أفق تعميم البرنامج على مختلف المؤسسات الفندقية والفاعلين السياحيين بالمنطقة.
وتسعى الجهات المنظمة من خلال هذا الورش الوطني الطموح إلى ربط الخبرة المهنية بسلاسة بالمسارات التكوينية الرسمية، وترسيخ ثقافة التعلم المستمر داخل قطاع السياحة، باعتباره من القطاعات الحيوية التي تتطلب تحديثاً دائماً للمهارات وكفاءة عالية لتلبية توقعات الزوار والسياح.

بهذه الخطوة، يكرّس إقليم الناظور موقعه كأحد الأقطاب السياحية الصاعدة بالمغرب، عبر الاستثمار في العنصر البشري وتشجيع المهنيين على تطوير مساراتهم، مما ينسجم مع رؤية الدولة للنهوض بقطاع السياحة كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية